للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هؤلاء خلقٌ كثير لا يقرُّون بصلاة، ولا صيام، ولا حجّ ولا عمرة، ولا يُحَرِّمون الميتة، والدم، ولحم الخنزير، ولا يؤمنون بالجنّة والنّار، من جنس الإسماعيلية، والنُّصيرية (١)، والحاكميّة، والباطنيّة، وهم كفّار أكفر من اليهود والنصارى بإجماع المسلمين.

فتقدُّمُ المراسيم السلطانية بإقامة شعائر الإسلام: من الجمعة، والجماعة، وقراءة القرآن، وتبليغ أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في قُرى هؤلاء من أعظم المصالح الإسلامية، وأبلغ الجهاد في سبيل الله.

وذلك سبب لانقماع من يُباطن العدوَّ من هؤلاء، ودخولهم في طاعة الله ورسوله، وطاعة أولي الأمر من المسلمين. وهو من الأسباب التي يعين الله بها على قمع الأعداء.

فإنَّ ما فعلوه بالمسلمين في أرض «سيس» (٢) نوع من غدرهم الذي به ينصر الله المسلمين عليهم. وفي ذلك لله حكمة (٣) عظيمة، ونصرة للإسلام جسيمة. قال ابن عباس: «ما نقض قومٌ العهد إلا أُديل عليهم العدوّ» (٤).

ولولا هذا وأمثاله ما حصل للمسلمين من العزم بقوّة الإيمان، وللعدوّ من الخذلان، ما ينصر الله به المؤمنين، ويُذلُّ به الكفار والمنافقين.


(١) (ف): «النصرانية» خطأ.
(٢) انظر ما سبق (ص ٢٣٣). وانظر بعض الأحداث التي جرت في سيس «تاريخ الإسلام»: (٤٣/ ١٢، ٤٩/ ٦) للذهبي.
(٣) (ف): «ذلك حكمة».
(٤) أخرجه البيهقي في «الكبرى»: (٣/ ٣٤٦) بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>