للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغضبَ القاضي وانزعج وقال: لئن لم يُرَدَّ إلى حبسي (١) عزلتُ نفسي. فأرضاه ملك الأمراء بأن أعاد الشيخ جمال الدين إلى حبسه، فاعتقله بالقوصيَّة أيَّامًا.

وذكر الشيخُ تقيُّ الدين للنائب ما وقع في غَيْبته في حقِّ بعض أصحابه من الأذى، فرسَمَ بحبس جماعةٍ من أصحاب ابن الوكيل، وأمر فنودي في البلد: إنه من تكلَّم في العقائد حلَّ ماله ودمه، ونُهِبَت (٢) دارُه وحانوته. وقَصَدَ بذلك تسكين الشرِّ والفتن (٣).

وفي يوم الثلاثاء سابع شعبان عُقِدَ للشيخ تقي الدين مجلسٌ ثالث بالقصر، ورضي الجماعة بالعقيدة.

وفي هذا اليوم عَزلَ قاضي القُضاة نجم الدين بن صَصْرى نفسَه عن الحكم بسببِ كلامٍ سمعه من الشيخ كمال الدين بن الزّمْلكاني لا أحبُّ حكايتَه (٤).

وفي اليوم السادس والعشرين من شعبان وردَ كتابُ السلطان إلى القاضي بإعادته إلى الحكم، وفيه: إنا كنَّا رَسَمْنا بعَقْدِ مجلس للشيخ تقيّ الدين، وقد بلغنا ما عُقِدَ له من المجالس، وأَنه على مذهب السلف. وما قَصَدْنا بذلك إلّا براءة ساحته.


(١) (ف): «حبس».
(٢) (ف، ك): «دمه وماله»، و (ف): «ونهب».
(٣) (ك): «الفتن والشر».
(٤) انظر «مجموع الفتاوى»: (٣/ ١٧٢ - ١٧٤) ففيه حكاية ما جرى بالتفصيل. و «الجامع ــ نهاية الأرب»: (ص ١٧٤ - ١٧٥)، و «تكملته ــ ذيل المرآة»: (ص ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>