للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلونهم» (١) = يخالفُ ما ذكرتُه فأنا أرجع عن ذلك. وعليَّ أن (٢) آتي بنقولِ جميع الطوائف من القرون الثلاثة يوافقُ (٣) ما ذكرتُه؛ من الحنفيّة، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والأشعرية، والصوفية، وأهل الحديث، وغيرهم.

وقلتُ ــ أيضًا في غير هذا المجلس ــ: الإمامُ أحمد ــ رضي الله عنه ــ لمَّا انتهى إليه من السنَّة ونصوص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرُ ممَّا انتهى إلى غيره، وابتُلي بالمحنة والرَّدِّ على أهل البدع أكثر من غيره (٤) = فصار إمامًا في السنة أظهر من غيره. وإلَاّ فالأمرُ كما قاله بعضُ شيوخ المغاربة العلماء (٥)، قال: المذهبُ لمالك والشَّافعي، والظهور لأحمد بن حنبل (٦).

يعني: أنَّ الذي كان عليه أحمد عليه جميعُ أئمة الإسلام، وإن كان لبعضهم من زيادة العلم والبيان، وإظهار الحقِّ، ودفع الباطل، ما ليس


(١) أخرجه البخاري (٢٥٦١)، ومسلم (٢٥٣٥) من حديث عمران بن حُصين رضي الله عنه، وأخرجاه عن ابن مسعود أيضًا.
(٢) (ب، ق): «وأنا» بدلًا من «وعليَّ أن».
(٣) (ف): «توافق». و (طف، ط): «من القرون».
(٤) بعده في (ف، ك، ط، طف) زيادة: «كان كلامه وعمله [طف: علمه] في هذا الباب أكثر من غيره».
(٥) (ف، ك): «العلماء الصلحاء».
(٦) ذكر هذه العبارة شيخ الإسلام أيضًا في «منهاج السنة»: (٢/ ٣٦٥)، وفي «درء التعارض»: (٥/ ٥) ونسبَها لبعض أكابر الشيوخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>