للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أكبر أئمة الإسلام، لكن قد انتسب إليه أناسٌ ابتدعوا أشياء.

فقلتُ: أمَّا هذا فحقٌّ، وليس هذا من خصائص أحمد، بل ما من إمامٍ إلَّا وقد انتسب (١) إليه أقوامٌ هو منهم بريءٌ، قد انتسبَ إلى مالك أقوامٌ هو منهم بريءٌ، وانتسب إلى الشافعيّ كذلك، وانتسب إلى أبي حنيفة كذلك. وقد انتسب إلى عيسى أُناسٌ هو منهم بريءٌ، وانتسب إلى موسى كذلك. وكذلك إلى علي بن أبي طالب (٢). ونبينا - صلى الله عليه وسلم - قد انتسب إليه من القرامطة والباطنية وغيرهم من أصناف المُلْحِدَة والمنافقين من هو بريءٌ منهم.

وذكر في كلامه أنَّه انتسبَ إلى أحمد أناسٌ من الحَشَوية والمشبِّهة. ونحو هذا الكلام.

فقلتُ: المشبِّهة والمجسِّمة في غير أصحاب الإمام (٣) أحمد أكثر منهم فيهم، هؤلاء أصناف الأكراد كلهم شافعيَّة، وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنفٍ آخر. وأهلُ جيلان، فيهم شافعيّة وحنبليَّة. (٤) وأمَّا الحنبليةُ المَحْضةُ [ق ٨٤] فليس فيهم من ذلك ما في غيرهم.


(١) (ب، ق): «انتسبت».
(٢) النص في هذه الفقرة في (ف، ك، ط، طف) مغايرٌ لباقي النسخ، وهذا سياقه: «إلى مالك أناس مالك بريءٌ منهم، وانتسب إلى الشافعي أناس هو منهم بريءٌ، وانتسب إلى أبي حنيفة أناس هو بريءٌ منهم. وقد انتسب إلى موسى عليه السلام أناسٌ هو بريء منهم، وانتسب إلى عيسى عليه السلام أناس هو بريء منهم، وقد انتسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أناس هو بريءٌ منهم».
(٣) ليست في (ف، ك).
(٤) قبله في (ف، طف): «قلت».

<<  <  ج: ص:  >  >>