للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الخميس السادس من شهر ربيع الآخر من سنة سبع عُقِد للشيخ مجلسٌ آخر بالمدرسة الصالحية بالقاهرة، واجتمع فيه القضاةُ وغيرهم.

وكان مما جرى في المجلس ــ فيما بلغني ــ أنه قيل للشيخ: تَسْتَغفر الله العظيم، وتتوب (١) إليه!

فقال الشيخ: كلُّنا نستغفر الله العظيم ونتوب إليه، والتفتَ إلى رجلٍ منهم، فقال له: اسْتَغْفر الله العظيم وتُبْ إليه!

فقال: أستغفرُ الله العظيم وأتوبُ إليه، وكذلك قال لآخر ولآخر، وكلُّهم يقول كذلك!

فقيل للشيخ: تُبْ إلى الله عز وجل من كذا وكذا ــ وذُكِر له كلامٌ (٢) ــ.

فقال: إن كنتُ قلتُ كلامًا يستوجب التوبةَ فأنا تائبٌ منه.

فقال له قائل: هذه ليست توبة.

فردَّ عليه الشيخ، وجهَّلَه، ووقع كلامٌ يطول ذكره.

ووصل كتابُ الشيخ مؤرَّخًا بليلة الجمعة الرابع عشر من الشهر، يذكر فيه أنه عُقِد له مجلس ثالث بالمدرسة الصالحية بالقاهرة، بعد خروج مُهنَّا في يوم الخميس سادس الشهر، وأنه حَصَل فيه خير، وأن في إقامته مصالح وفوائد (٣).


(١) (ك): «نستغفر ... ونتوب» خطأ. لأن مقصودهم الطلب من الشيخ.
(٢) «وذكر له كلام» ليست في (ف).
(٣) انظر ما سبق (ص ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>