للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعزم على المُقام والاستيطان شهرًا واحدًا، بل كلَّ يوم نستخير الله تعالى في السَّفَر إليكم، فاستخيروا اللهَ (١) لنا ولكم، وادعوا لنا بالخِيَرة. فنسأل الله العظيم أن يَخِير لكم ولنا (٢) وللمسلمين ما فيه الخِيَرة في خير وعافية.

ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة، والهداية والبركة، ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال!

ونحن في كلّ وقت مُهتمُّون في السَّفَر (٣)، مستخيرون الله سبحانه وتعالى. فلا يظن الظانُّ أنا نؤثِرُ على قربكم شيئًا من أمور الدنيا قط، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربُكم أرجح منه، ولكن ثَمَّ أمور كبار نخاف الضررَ الخاصَّ والعامَّ من إهمالها، والشاهدُ يرى ما لا يرى الغائب.

والمطلوبُ كثرة الدّعاء بالخيرة، فإنَّ الله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علَّام الغيوب.

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «مِنْ سعادة ابن آدم استخارَتُه الله، ورضاه بما يقسم الله له، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته لله، وسَخَطه بما يقسم الله له» (٤).


(١) «تعالى ... الله» سقطت من (ك، ط).
(٢) (ب): «يخير لنا».
(٣) (ف، ك): «مهمون بالسفر».
(٤) أخرجه بنحوه أحمد (١٤٤٤)، والترمذي (٢١٥١)، والحاكم: (١/ ٥١٣)، وغيرهم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. قال الترمذي: «حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ... وليس بالقويّ عند أهل الحديث». وصحح إسناده الحاكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>