للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق لأمم لا يُحْصي عددَهم إلا الله، وإقبال الخلائق إلى سبيل السنة والجماعة، وغير ذلك من المِنن، مما (١) لابدَّ معه من عظيم الشكر ومن الصبر، وإن كان صبرًا في سرَّاء.

وتعلمون أنَّ من القواعد العظيمة، التي هي من جِماع الدِّين: تأليفَ القلوب، واجتماع الكلمة، وإصلاحَ (٢) ذات البَين، فإن الله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: ١]. ويقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]. ويقول: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٠٥].

وأمثالُ ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف، وتنهى (٣) عن الفُرْقة [ق ٩٣] والاختلاف.

وأهلُ هذا الأصل هم أهل الجماعة، كما أنَّ الخارجين عنه هم أهل الفُرْقة.

وجماع السنة: طاعةُ الرسول، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في «صحيحه» (٤) عن أبي هريرة: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا، وأن


(١) (ف، ك): «ما».
(٢) (ك): «وصلاح».
(٣) (ف، ك): «يأمر ... وينهى».
(٤) رقم (١٧١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>