للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متظاهرة. لم تكن تخطر (١) لأكثر الخلق ببالٍ، ولا تدور لهم في خيال. والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحبه ربنا ويرضاه ... إلى أن قال: والحقُّ دائمًا في انتصار وعلوٍّ وازدياد، والباطل في انخفاض وسَفال وَنَفاد. وقد أخضع الله رقابَ الخصوم وأذلَّهم غايةَ الذلِّ (٢)، وطلب أكابرهم من السِّلم والانقياد ما يطولُ وصفُه.

ونحن ــ ولله الحمد ــ قد اشترطنا عليهم في ذلك من الشروط ما فيه عزُّ الإسلام والسُّنة، وانقماعُ الباطل والبدعة، وقد دخلوا في ذلك كلِّه؛ وامتنعنا حتى يَظْهَر ذلك إلى الفعل، فلم نثق لهم بقولٍ وعهد (٣)، ولم نُجِبْهم إلى مطلوبهم حتى يصير المشروط معمولًا، والمذكور مفعولًا، ويظهر من عزِّ الإسلام والسنة للخاصَّة والعامَّة ما يكون من الحسنات التي تمحو سيئاتهم. وقد أيَّد (٤) الله من الأسباب التي فيها عزُّ الإسلام والسنة، وقَمْع الكفر والبدعة، بأمورٍ يطولُ وصفُها في كتابٍ.

وكذلك جرى من الأمور التي فيها (٥) عزُّ الإسلام وقمع اليهود والنصارى، بعد أن كانوا قد استطالوا وحصلت لهم شوكة، وأعانهم من أعانهم على أمرٍ فيه ذُلٌّ كبير من المسلمين (٦)، فلطفَ الله باستعمالنا في


(١) (ف): «يكن يخطر».
(٢) (ب): «الذلة».
(٣) (ف، ك): «ولا عهد».
(٤) (ف، ك): «أمد».
(٥) بقية النسخ: «جرى من الأسباب»، (ف، ك): «التي هي».
(٦) (ب): «ذل كثير». (ف، ك، ح): «من الناس».

<<  <  ج: ص:  >  >>