للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم من اللائذين بحضرة شيخهم وشيخنا السيد الإمام، الأُمَّة (١) الهمام، محيي السنة وقامع البدعة، ناصر الحديث ومفتي الفرق، الفاتق (٢) عن الحقائق، ومُؤصِّلها بالأصول الشرعية للطالب الذائق، الجامع بين الظاهر والباطن، فهو يقضي بالحقِّ ظاهرًا وقلبه في العُلى قاطن. أنموذج الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، الذين غابت عن القلوب سِيَرهم [ق ١٠٥]، ونَسِيَت الأمَّة حَذْوَهم وسُبُلهم، فذكَّرَهم بها الشيخ، فكان في دارس نهجهم سالكًا، ولمَوات حَذْوِهم محييًا، ولأعِنَّة قواعدهم مالكًا: الشيخُ الإمام تقيُّ الدين أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيميَّة، أعاد الله علينا (٣) بركته، ورفعَ إلى مدارجِ العُلى درجتَه، وأدام توفيق السادة المبدوِّ بذكرهم وتسديدهم، وأجزل لهم حظَّهَم ومزيدَهم.

السلام عليكم معشر الإخوان ورحمة الله وبركاته، جَعَلنا الله وإياكم ممن ثبت على قَرْع نوائب الحق جأْشُه، واحتسبَ لله ما بذله من نفسه في إقامة دينه، وما احتوشه من ذلك وحاشه (٤)، واحتذى حَذْو السُّبَّق الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين لم تأخذهم في الله لومةُ لائم، فما ضَرَّهم مَنْ خذلَهم ولا من خالفهم، مع قِلَّة عددهم في أوَّل الأمر، فكانوا مع ذلك كلٌّ منهم مجاهدٌ بدين الله قائم. ونرجو من كرم الله أن يوفِّقنا لأعمالهم، ويرزقَ


(١) (ف): «إمام الأئمة».
(٢) (ف، ك): «مفتي ... ».و (ك): «الفايق».
(٣) «علينا» ليست في (ف، ك).
(٤) (ف، ك): «احتوشته». و (ف): «وجاشه».

<<  <  ج: ص:  >  >>