للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلبوه، وأعرضوا عن شريعةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

فاليونسية: يتألَّهون شيخَهم، ويجعلونه مَظْهَرًا للحقّ، ويستهينون (١) بالعبادات، ويظهرون بالفَرْعَنة والصَّولة، والسفاهة والمحالات، لما وَقَر في بواطنهم من الخيالات الفاسدة. وقِبلتهم الشيخ يونس (٢). ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآنُ المجيد عنهم بمعزل، يؤمنون به بألسنتهم، ويكفرون به بأفعالهم.

وكذلك الاتحاديّة، يجعلون الوجود مَظْهَرًا للحقِّ، باعتبار أن [لا] (٣) متحرِّك في الكون سواه، و [أن لا] ناطق في الأشخاص غيرُه (٤). وفيهم من لا يفرق بين الظاهر والمظهر، فيجعل الأمر كموج البحر، فلا يفرّق بين عين الموجَة وبين عين البحر، حتَّى إن أحدهم يتوهَّم أنه الله، فينطق على لسانه، ثم يفعل ما أراد من الفواحش والمعاصي؛ لأنَّه يعتقد ارتفاع المثنوية (٥)، فمن العابدُ ومن المعبود؟ صار الكلُّ واحدًا! !

اجتمعنا بهذا الصنف في الرُّبُط والزوايا.

فأنتم بحمد الله قائمون في وجه هؤلاء أيضًا تنصرون الله ورسوله، وتذبُّون عن دينه، وتعملون على إصلاح ما أفسدوا، وعلى تقويم ما عوّجوا. فإنَّ هؤلاء محوا رَسْم الدِّين، وقلعوا أثره، فلا يقال: أفسدوا ولا


(١) (ب): «ويشتهرون».
(٢) تقدمت ترجمته (ص ٦٥).
(٣) الزيادة من (ف، ك).
(٤) ما بين المعكوفين من (ف)، وفي (ك): «ولا ناطق»، وسقطت من الأصل وب. وفي الأصل وب: «غيرهم».
(٥) (ب): «الثنوية».

<<  <  ج: ص:  >  >>