للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنُصرة شيخكم وشيخنا ــ أيده الله ــ حقَّ القيام، بخلاف (١) من ادَّعى من الناس أنهم يقومون بذلك.

فصبرًا يا إخواني على ما أقامكم الله فيه، من نُصرة دينه وتقويم اعوجاجه، وخذلان أعدائه. واستعينوا بالله، ولا تأخذكم في الله (٢) لومة لائم، وإنَّما هي أيام قلائل، والدين منصور، قد تولَّى الله إقامته (٣)، ونُصْرة من قام به من أوليائه، إن شاء الله، ظاهرًا وباطنًا.

وابذلوا فيما أقمتم فيه ما أمكنكم من الأنفس والأقوال والأفعال والأموال، عسى أن تلحقوا بذلك بسلفكم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلقد عرفتم ما لقوا في ذات الله، كما قال خُبَيْب حين صُلِبَ على الجذع (٤):

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يُبارك على أوصال شِلْوٍ مُمَزَّع

وقد عرفتم ما لقي رسول (٥) الله - صلى الله عليه وسلم - من الضرِّ والفاقة في شعب بني هاشم، وما لقي السابقون الأولون من التعذيب والهجرة إلى الحبشة، وما لقي المهاجرون والأنصار في أُحد، وفي بئر معونة، وفي قتال أهل الرِّدَّة، وفي جهاد الشام والعراق، وغير ذلك.

وانظروا كيف بذلوا نفوسهم وأموالهم لله، حُبًّا له، وشوقًا إليه. فكذلك


(١) سقط «أيده الله» «بخلاف» من (ب).
(٢) بقية النسخ: «فيه» بدل «في الله».
(٣) (ك) زيادة: «ونَصْره».
(٤) أخرج القصة بطولها البخاري (٣٠٤٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) (ب): «أصحاب رسول ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>