للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمائة من الإبل، وحَرَم الأنصار، حتى قال منهم أحداثُهم شيئًا في ذلك، لا ذوو الأحلام، وفيها (١) قام ذو الخُوَيصرة فقال ما قال.

وأما دُخُوله على الأُمراء؛ فلو لم يكن، كيف كان شمَّ الأمراءُ رائحةَ الدين العتيق الخالص؟ ولو فتَّش المفتِّشُ لوجد هذه الكيفية التي عندهم من رائحة الدين، ومعرفة المنافقين، إنَّما اقتبسوها من صاحبكم.

وأمَّا تقريب زيد وعَمْرو؛ فلمصلحة باطنة، لو فُتِّش عنها مع الإنصاف، وُجِد هناك ما يُرِي أنَّ ذلك عين (٢) المصلحة.

ونفرضُ أنك مصيبٌ في ذلك، إذ لا نعتقد العصمةَ إلا في الأنبياء، والخطأ جارٍ على غيرهم، أيُذكَر مثل هذا الخطأ في مقابلة ما تقدَّم من الأمور العظام الجِسام؟ !

لا يَذْكُرُ مثلَ هذا في كُرّاسة ويعدِّدها، ثم يدور بها على واحدٍ واحد (٣)، كأنه يقول شيئًا، إلا رجلٌ نسألُ الله (٤) العافيةَ في عقله، وخاتمة الخير على عمله، وأن يردَّه عن انحرافه إلى نَهْج الصواب، بحيث لا يبقى مَعْثرةً يعيبُه بعمَلِه (٥) وتصنيفِه أولو العقول والأحلام!

ونستغفر الله العظيم من الخطأ والزلل في القول والعمل، والحمدُ لله


(١) (ف، ك، ط): «ذوو أحلامهم»، (ف): «وفيهم».
(٢) (ك، ط): «عن».
(٣) ليست في (ب).
(٤) (ك): «يسأل ... »، (ب، ف): «الله له .. ».
(٥) (ك، ط): «لا يبقى معشره بعيه» تحريف، (ف، ك): «يعلمه».

<<  <  ج: ص:  >  >>