للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وردَ مرسومُ السلطان بإخراجه، فأُخْرِجَ منها يوم الاثنين يوم عاشوراء، من سنة إحدى وعشرين. وتوجَّه إلى داره.

***

ثم لم يزل بعد ذلك يُعَلِّم الناس ويلقي الدَّرس بالحنبلية (١) أحيانًا، ويُقْرأ عليه في مدرسته (٢) بالقَصَّاعين (٣) في أنواع العلوم (٤).

وكنتُ أتردَّدُ إليه في هذه المدّة أحيانًا (٥)، وقرأتُ عليه قطعةً من «الأربعين» للرازي، وشَرَحَها لي، وكتب لي على بعضها شيئًا، وكان يُقرأ عليه في تلك المدة من كتبه، وهو يُصْلح فيها، ويزيدُ وينقص.

ولقد حضرت معه يومًا في بستان الأمير فخر الدين بن الشمس لؤلؤ (٦)،

وكان قد عمل وليمةً، وقرأتُ على الشيخ في ذلك اليوم أربعين حديثًا. وكتب بعضُ الجماعة أسماء الحاضرين، وأخذ الشيخُ بعد ذلك في


(١) المدرسة الحنبلية بدمشق، أوقفها شرف الإسلام عبد الوهاب بن أبي الفرج الحنبلي (ت ٥٣٦). انظر «الدارس في تاريخ المدارس»: (٢/ ٥٠ ــ ٦٢).
(٢) (ب): «مدرسة».
(٣) وهي دار الحديث السكريّة. انظر «الدارس في تاريخ المدارس»: (١/ ٥٦ ــ ٥٩)، وكتاب «دار الحديث السكرية سُكنى شيخ الإسلام ابن تيمية» لمحمد مطيع الحافظ.
(٤) (ف، ك): «أنواع من العلم».
(٥) كان عمر المؤلِّف حينها ستة عشر عامًا، وكونه يقرأ عليه الأربعين للرازي في هذه السنّ ما يدلّ على نبوغه المبكر رحمه الله.
(٦) قال ابن كثير: «متولّي البرّ، كان مشكورًا» (ت ٧٣٦).

انظر «البداية والنهاية»: (١٨/ ٣٨٩ ــ ٣٩٠)، و «الدرر الكامنة»: (٣/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>