للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمم خاضعة لأوامره، وأعناقُ العباد طائعةً لمراسمه (١). ولا زال مُوالي دولته بطاعته محبورًا (٢)، ومُعادي صولته بخزيه مذمومًا مدحورًا.

فالمرجوُّ من (٣) الحضرة المقدَّسة ــ زادها الله علوًّا وشرفًا ــ أن يكون للعلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وصفوة الأصفياء، وعماد الدين، ومدارُ أهل اليقين، حظٌّ من العناية السلطانية وافر، ونصيبٌ من الرَّحمة والشفقة ظاهر (٤)، فإنَّها مَنْقَبَةٌ لا تعادلها فضيلة، وحسنةٌ لا تُحْبِطها سيئة؛ لأنها حقيقة التعظيم لأمر الله، وخلاصة الشَّفَقة على خلق الله.

ولا ريبَ أنَّ المملوك وقف على ما سُئلَهُ الشيخ الإمام العالم (٥) العلاّمة، وحيد دهره، وفريد عصره، تقيُّ الدين أبوالعباس ابن تيمية، وما أجاب به= فوجدتُه خلاصة ما قاله العلماء في هذا الباب، حسب ما اقتضاه الحال من نَقْلِه الصحيح، وما أدى إليه البحثُ من الإلزام والالتزام، لا يَدْخُلُه (٦) تحامل، ولا يعتريه تجاهل، وليس فيه ــ والعياذ بالله ــ ما يقتضي الإزراء أو التنقيص بمنزلة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

وكيف يجوزُ للعلماء أن تحملهم العصبية أن يتفوَّهوا بالإزراء


(١) (ف): «لمراسه».
(٢) (ك، ط): «مجبورًا».
(٣) (ب، ف، ك): «من ألطاف».
(٤) «ونصيب. . ظاهر» سقط من (ف)، و «ظاهر» سقطت من (ك، ط)، و (ب): «نصيب ... »، والأصل: «أو نصيب ... ».
(٥) ليست في (ف، ك، ط).
(٦) (ف، ك، ط): «يداخله».

<<  <  ج: ص:  >  >>