للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظير= لكانت يمينُه بَرَّةً غنيةً (١) عن التكفير. وقد خلت من وجود مثله السبعُ الأقاليم، إلا هذا الإقليم، يوافق على ذلك كلُّ منصف جُبِلَ على الطبع السليم. ولست بالثناء عليه أُطريه، بل لو أطنب مُطْنِبٌ في مدحه والثناء عليه، لما أتى على بعض الفضائل التي هي فيه. أحمد ابن تيمية، دُرَّة يتيمة (٢) يُتنافس فيها، تُشْتَرى ولا تباع، ليس في خزائن الملوك دُرَّة تماثلها وتؤاخيها، انقطعت عن وجود مثله الأطماع.

لقد أصَمَّ الأسماع، وأوهى المتبوعين والأتباع= سماعُ رفع أبي العباس ــ أحمد ابن تيمية ــ إلى القلاع، وليس يقع من مثله أمرٌ [ق ١٢٨] يُنْقَم منه عليه، إلَاّ أن يكون أمرًا قد لُبِّسَ (٣) عليه، ونُسِبَ إلى ما لا يُنْسَب مثلُه إليه. والتطويل على الحضرة العالية لا يليق، إن يكن في الدنيا قطبٌ فهو القطبُ على التحقيق.

قد نَصَبَ الله السلطان ــ أعلى الله شأنه ــ في هذا الزمان منصب يوسف الصديق صلى الله على نبينا وعليه، لما صرف الله وجوه أهل البلاد إليه، حين أَمحَلَتِ البلاد (٤)، واحتاجَ أهلُها إلى القوت (٥) المُدَّخَر لديه. والحاجةُ بالناس الآن إلى قوت الأرواح الرُّوحانية أعظم من حاجتهم في


(١) «مقسم» و «غنية» سقطت من (ب).
(٢) (ب): «يتمية».
(٣) (ب): «أمرًا لبس»، (ف): «إلا أنه».
(٤) «حين أمحلت البلاد» سقط من (ب).
(٥) (ك): «الفوات» وفي هامشها: لعله القوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>