للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له همَّةٌ دون الحضيضِ محلُّها ... ولي همَّةٌ تسمو على كلِّ كوكَب

فلو كان ذا جهلٍ بسيطٍ عَذَرْتُه ... ولكنَّه يُدلي بجهلٍ مركَّب

يقول: علامَ اخترتَ مذهبَ أحمدٍ ... فقلتُ له: إذْ كان أحْمَدَ مَذْهَب

وهل في ابنِ شَيْبَانٍ مقالٌ لقائل ... وهل فيه من طعن لِصَاحِبِ مَضْرَبِ؟

أليْس الَّذي قد طار في الأرض ذِكْرُهُ ... فطبَّقها ما بين شَرْقٍ ومغربِ؟

إمامُ الهدى، الدَّاعي إلى سُنَنِ الهُدَى ... وقد فاضت الأهواءُ من كُلِّ مُشْعَبِ (١)

أتوا بِعَظيمِ الإفْكِ، وانْتَصَرُوا له ... بكلِّ مقالٍ بالدَّليلِ مُكَذَّب

وقالوا: كلامُ الله خلقٌ، وكذَّبوا ... بما صحَّ نقلًا عن أُبَيّ ومُصْعَبِ (٢)

وأصْبَحَ أهْلُ الحقِّ بينَ مُعَاقَبٍ ... وبَيْنَ مُعَدٍّ لِلأذَى مُترقِّب

فقام بما يُوهي ثَبيرًا ويَذْبُلًا ... قِيَامَ هِزَبْرٍ للفريسة (٣) مُغْضَب

ولمْ يَثنه عنْهُم، ولمَّا يصُدَّهُ ... عقُوبةُ ذي ظلمٍ وجَورُ مُعذِّب

إلى أنْ بدا الإسلامُ أبْلَجَ ساطِعًا ... وكَشَّفَ عنْ ظَلْمائهم كُلَّ غَيْهَب

وهَدَّم منْ أركانهم كلَّ شامخٍ ... ودَوَّخ منْ شُجعانِهم كُلَّ قرهب (٤)

ومزَّقهم أيدي سبا، فتفرَّقت ... كتائِبُهم ما بَيْنَ شَرْقٍ ومَغْرِب

وأصْحابُهُ أهْلُ الهُدَى لا يَضُرّهم ... على دينهم طَعْنُ امْرئ جاهلٍ غَبِي


(١) (ب): «سنن التقى»، و (ك): «مسغب».
(٢) (ف، ك، ط): «خلقًا»، و (ب): «وابن مصعب».
(٣) الأصل: «للفرية».
(٤) الأصل: «شعانهم» خطأ. والقرهب: الكبير الضخم.

<<  <  ج: ص:  >  >>