للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمْ يَلْقَ مَنْ عاداهُ غيرَ منافقٍ ... وآخرَ عن نَهْجِ السَّبيلِ مُنكِّب (١)

لقدْ حاولوا مِنْهُ الذي كان رامَه ... من المُصطفى قِدْمًا حُييُّ بن أخْطَب

ولكنْ رأوا مِنْ بأسِهِ مِثْلما رأى ... من المُرْتَضَى في حَرْبِه رأسُ مَرْحَبِ (٢)

تمسَّكْ أبا العبّاس بالدين واعْتَصِم ... بِحَبْل الهُدَى، تقهر عِداك وتغْلِب

ولا تخْشَ من كيْدِ الأعادي، فما هُمُ ... سِوى حائرٍ في أمرِهِ ومُذَبْذَب

جُنُودُهمُ من طامعٍ ومُذَلَّلٍ (٣) ... مُسَيْلمةٌ مِنْهُمْ يلُوذُ بأشْعَب

وجندُك من أهل السَّماءِ ملائِكٌ ... يُمِدُّك منهُم مَوْكِبٌ بَعْدَ مَوْكِبٍ

وكُلُّ امْرئٍ قدْ باعَ لله نفْسَه ... فلَيسَ إذًا يُصغي لِقَولِ مؤنِّب

لَيُوثٌ، إذا أهلُ الضلالِ تجمَّعوا ... فَكُلُّ فتًى مَنْهُم يُعَدُّ بمِقْنَب (٤)

لئن جَحَدتْ علياءَ فضلك حُسَّدٌ ... لعَمْرُ أبي قدْ زاد منهم تَعَجُّبي

وهلْ مُمكنٌ في العقل أنْ يُجْحَد السّنا ... ضُحًى وَضِيَاءُ الشَّمس لم يتحجَّبِ؟

أيا مطْلبًا حُزْناهُ من غير مَهْلَكٍ ... وكم مَهْلكٍ صدَّ الورَى دُوْنَ مطلب

بعَزْم تقيِّ الدِّين أحْمَدَ تُتَّقى ... صُرُوفُ زمانٍ بالفوادح (٥) مُرْعِب

وفي الجدْبِ نسْتَسْقي الغَمامَ بوجْهه ... فنُصْبِحُ في رَوضٍ كناديه مُخصِب


(١) الأصل: «مكذب» تحريف.
(٢) (ك): «من المصطفى». ومرحب أحد فرسان يهود خيبر، قتله علي رضي الله عنه لما طلب المبارزة.
(٣) (ك): «مضلل».
(٤) المِقنب: الجماعة من الخيل، واختلف في عددها على أقوال.
(٥) (ف، ك): «بالقوادح».

<<  <  ج: ص:  >  >>