للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانَ في عِلْمِهِ وَحِيْدًا فَريدًا ... لم يَنَالُوا ما نَالَ في الأحْلام

عَالِمٌ في زَمَانِهِ، فَاق بالعِلْـ ... ـم جَمِيعَ الأئمةِ الأعْلام

كلُّ مَنْ في دمشق نَاحَ عليه ... بِبُكاءٍ، مِنْ شِدَّةِ الآلام

فُجِعَ الناسُ فيه في الغَرْبِ والشَّرْ ... قِ، وَأَضْحَوا بالحُزْنِ (١) كالأَيْتَام

لو يفيد الفِداءُ فادوه بالأر ... واحِ منهم من الرَّدَى والحِمَامِ (٢)

أوحدٌ، فيه قد أُصيبَ البرايا ... فيُعَزَّى فيهِ جَمِيعُ الأنَامِ (٣)

وعزيزٌ عليهم أن يروه ... غابَ بالرّغم في الثرى والرَّغام

لا يُرى مثلُ (٤) يومِه عندما سا ... رَ على النَّعْش نحو دار السَّلام

حَمَلُوهُ على الرِّقَاب إلى القَبْـ ... ـرِ وَكَادُوا أنْ يَهْلِكُوا بالزِّحَام

صَارَ جارَ الإلهِ، رَبّ السَمَوا ... تِ، الرحِيم، المُهَيْمِن، العَلَّامِ (٥)


(١) (ف، ك، ط): «في الحزن».
(٢) في هامش الأصل: نسخة:
لو يفيد الفداء بالروح كنا ... قد فديناه من هجوم الحمام
وهذا البيت في (ف، ك) يأتي في آخر القصيدة.
(٣) صدره في (ف، ك): «كل من في الوجود فيه مصابٌ». (ك): «فيغرى به».
(٤) الأصل: «مثله»، (ف، ك): «ما يرى عند». ولعل الصواب ما أثبت.
(٥) بعده في (ف، ك):
كان وقتَ الحروبِ بالطَّعن والضر ... ب سريعَ القدومِ والإقدام
لا يهابُ الهولَ العظيمَ يقول الـ ... ـحقّ في نَقْضِه وفي الإبرام
تابعٌ سنةَ الرسول، عليه ... من إله السماء أزكى سَلام
قائمٌ في نصر الشريعة بالعلـ ... ـم، وبالفضل منه كلَّ قيام
=
=
كم بنور العلم أخرج قومًا ... من ضلالٍ، ومن عظيم ظلام
نالَ ما نالَ من شريف مقال ... بعلومٍ شتَّى، وعُظم مقام
طبّق الأرض بالفتاوى اللواتي ... هي منقذات الورى من الآثام

حسدوه إذ ماله من نظيرٍ ... من بني دَهْره الكبار الكرام
خصّه بالكمال من كلّ علمٍ ... ربُّنا ذو الجلال والإكرام
لو يفدَّى بالروح كنّا جميعًا ... قد فديناه من هجوم الحِمام
ورضي عنه ربُّنا وترضَّا ... هـ، وملَّاه بالنعيم النَّامي

<<  <  ج: ص:  >  >>