للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم من طريقٍ في المباحث مُبهمٍ ... بإيضاحه أضحى لساريه (١) مَهْيعا

وكم سامه النُّقصانَ والخَفْضَ حاسدٌ ... وخُصَّ كمالًا زائدًا وترفُّعا

تولَّى عن الدنيا حميدًا ولم يكُنْ ... لزخرفها المَذْمومِ يُبدي تطلُّعا

وعاش إلى أن مات لم يُعْطِ نفسَه ... بتأميل ما في دار دُنياه مَطْمَعا

إمامٌ عليمٌ خاشعٌ متواضعٌ ... لِهَيْبَتِهِ تُغضي النواظرُ خُشَّعا

سحابُ علوم روَّض الأرضَ فضلُه ... وألبَسَها بُرْدَ البيان الموسَّعا

ونضَّر منها بالفضائل أوجُهًا ... وتَوَّجها تاجَ المعالي المُرَصَّعا

وخلَّفها من بعد صيِّب صوبه ... عليها رياضًا للعقول وأقلعا

كذا المُزْن، أنَّى جاد (٢) بالوابل الثرى ... وروَّى صداها حُقَّ أن يتقَشَّعا

[ق ١٤٤] فلله مفقودٌ فقدناه نافعٌ ... لنا منه ــ غير الله ــ لم نَرَ أنفعا

شُغِفْنَا به في الله حُبًّا، فلم نَدَعْ ... هواه لغير الله في القلب مَوْضعا

عليك أبا العباس أحمدَ لم يزل ... فؤادي بتَذْكارِ الفِراق (٣) مُرَوَّعا

إلى أن يُريني الله وَجْهك سافرًا ... بنَضرته يومَ المعادِ مُبْرقعا (٤)

* * * *


(١) (ب): «لباريه».
(٢) (ف): «إن جارت».
(٣) (ف، ك، ط): «الفؤاد».
(٤) بعده في (ف، ك): «تمت. وهي ثلاثة وأربعون بيتًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>