للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيصبح عن تلك المقالةِ مُعرضًا ... ولو كان من أحبارِ (١) سوءٍ ورهبان

يغار على الإسلام من كلِّ بدعةٍ ... وما زالَ منها هادمًا كلَّ بُنيان

وفي الله لم تأخُذه لومةُ لائمٍ ... ولم يخشَ مخلوقًا من الإنس والجان

ولم ينتقم (٢) في الدهر يومًا لنفسه ... ولكنه يُؤذَى فيعفو عن الجاني

وأما سخاءُ الكفِّ فالبحرُ دونَه ... ولم يكُ في بذلِ العطاءِ (٣) بمنَّان

ولو وزنوا أهلَ الشجاعة كلّهم ... به رجحَ الشجعانَ في كلِّ ميزان

فمن جاهدَ الأعداءَ في الدين مثلَه ... ومن سلَّ سيفَ العزمِ في وجه غازان؟

ومن قال للناس: اثبتوا يومَ شَقْحبٍ ... فإنَّ الأعادي في انهزامٍ وخِذلانِ؟

فمن خشيَ الرحمنَ بالغيب واتَّقى ... إله البرايا خافَه كلُّ سلطان

وما ضرَّه أن طالَ في السّجنِ مُكْثُه ... إذا كان في نُسْكٍ وطاعةِ رحمن

منيبًا إلى مولاه يقطعُ وقتَه ... بنقلِ أحاديثٍ وتفسير قرآن

ولم يك مشغوفًا بحبِّ رياسةٍ ... ولا شدِّ بغلاتٍ ولا حُسْن غلمان

ولا (٤) كان مشغولًا بجاهٍ ومنصبٍ ... ولا رَفْع بُنيانٍ و [لا] غَرْس بستان

ولكن بعلمٍ نافعٍ وعبادةٍ ... وزهدٍ وإخلاصٍ وصبرٍ وإيمان

وفي موته قد كان للناس عبرةٌ ... لما شاهدوا من غير زورٍ وبُهتان


(١) سقط من (ف).
(٢) (ف): «ينتقم يومًا».
(٣) (ف، ك، ط): «العطايا».
(٤) (ف، ك، ط): «وما».

<<  <  ج: ص:  >  >>