للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أترى علمتَ وأنتَ أفضلُ عالمٍ ... ما عندنا من لوعةٍ وبلاء

أسفي على تلك الديانة والتُّقى ... والجود آذَنَ شملُه (١) بثناء

أسفي عليك وما التأسُّفُ نافعٌ ... صبًّا عليك مُقَلْقل الأحشاء

أسفي عليك نفى الكرى عن ناظري ... من فَرْط أحزاني وفرط عنائي (٢)

غاضت بحارُ العلم بعدك والوَرَى ... في غفلةٍ يا سيِّد العلماء

بأبي وحيدًا مات منفردًا عن الـ ... أحباب كان بقيَّة الصلحاء

بحر العلوم حوى الفضائلَ كلَّها ... وسما سموَّ كواكب الجوزاء

متفرِّدًا في كلِّ علمٍ دونَه ... لعلوِّ رتبته ذُرَى العَلْياء

بالفضل قد شَهِدَتْ له أعداؤه ... وبه سما فضلًا على النُّظَراء

شيخُ العلوم وتابع السلف الذي ... تَبِعوا الرسول بشدّةٍ ورخاء

وإمامُ أهل الأرض والمبدي لهم ... سَنَن (٣) الهدى عن صِحَّة الأنباء

ذو الصالحات وذو الشجاعة والتُّقى ... والجود والبركات والآلاء

من كان لا يثني لطالبِ جودِه ... حتى يبلّغه لكلِّ رجاء

يجفو المَضاجِعَ راكعًا أو ساجدًا ... أو ذاكرًا لله في الظَّلْماء

كالصَّبْر في حَنَك العدوِّ مذاقُه ... وألذُّ من شَهْدٍ إلى الجُلَساء


(١) (ف، ك، ط): «قربه».
(٢) هذا البيت متقدم على الذي قبله في (ف، ك، ط).
(٣) (ف): «سفن».

<<  <  ج: ص:  >  >>