للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والموتُ وِرْدٌ للأنام (١) وكلُّهم ... في ماء ذاك الوِرْدِ حتمًا يُقدِمُ

من أخطأتْهُ يدُ الحوادِثِ في الصِّبَا ... حينًا ستذكُرُه إذا هُوَ يَهْرَمُ (٢)

سيَّان في حُكمِ القضاء مؤجَّلٌ ... في نفسه ومُعجَّلٌ يتقدَّمُ

أأُخَيَّ لا تُبعد فليس بخالدٍ ... أحدٌ ولا حيٌّ عليها يسْلَمُ

لا تعذِل الباكي على أحبابِهِ ... واعْذُرْهُ وارْحَمْهُ لعلَّك تُرْحَمُ

للخطبِ يُدَّخَرُ الصديقُ، ولا أرى ... في الناس يومَ البينِ خلّاً يَرْحَمُ

لا تَحْسِبُوا وُرْقَ الحمامِ سَواجعًا ... يومَ الرَّحِيْلِ ولا المطايا تُرْزِمُ (٣)

هذا يحنُّ فيشتكي طولَ السُّرَى ... والوُرْقُ تَذْكُرُ إلْفها فترنَّمُ (٤)

ما حاربت أيدي الرَّدى من مارقٍ (٥) ... إلّا غَدَتْ أقرانُهُ تتخرَّمُ

من ذا يُطيقُ مع الفِراقِ تجلّدًا ... قلْ لي وقد مات الإمامُ الأعظمُ

أودى فريدُ الدَّهْر أوْحَد عصره ... ومضى التقيُّ العارف المتوسِّم

شيخٌ يسودُ بجِدِّه وبحَدِّه ... وسواه مِن (٦) هذين صِفْرٌ مُعْدِمُ

شيخٌ كأنَّ الله أودعَ سِرَّهُ ... فيه فما تلقاهُ إلا يَعْلمُ


(١) (ف، ك، ط): «للجميع».
(٢) (ف): «لا بد أن تدركه إذ ... »، (ك): «لا بد تدركه إذا» وفي هامشها إشارة إلى ما في (ف).
(٣) (ف، ك، ط): «تدرم».
(٤) (ف، ك، ط): «هذي تحنّ وتشتكي [ك: ألم] ... » وبهامش (ك): «طول».
(٥) (ف): «ما جاربت ... »، (ف، ك، ط): «في مارِق». ولعل صواب الكلمة الأخير «تتحزَّم».
(٦) الأصول: «في» ولعله ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>