للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسفًا على ما فاته من وِرْدِه ... والليل ساجٍ (١) والخلائق نُوَّمُ

حَسَدوه إذْ وجَدوه أعْلَمَ منهمُ ... ورأوهُ أفْضَلهم وإن كانوا عَموا

عَقَلوه إذ عقلوه ليثَ كِباشِهم ... والليثُ يَعقِلُ مَن سَطاه ويُلْجِم

تَبْكي عليه جوامعٌ ومجامعٌ ... ومناقبٌ ومراتبٌ تتهدَّمُ

وزكتْ خلائقُهُ الشِّرافُ وكُرِّمتْ ... منه المغارسُ (٢) وهو منها أكرمُ

جُمِعتْ له أشتاتُ كُلِّ فَضيلةٍ ... تُرْوَى مدائحُ شارِدَاتٌ حُوَّمُ

مَلأتْ فضائلُهُ البلادَ فَفَضْلُه ... كالشَّمْس نورُ ضيائها لا يُكْتَمُ

ولقد دعوتُ الشِّعْرَ يومَ (٣) نعِيَّه ... فأبى عليَّ، فلم أُطِقْ أتكلَّمُ ... أ

أنَّى يُجيبُ ومِنْ لوازمِ حقِّه ... أن لايجيبَ وفِكْرُه مُتقسِّم

وأخذتُ أكتُبُ ما أقولُ وأدْمُعي (٤) ... بين السُّطُورِ كعِقْدِ دُرٍّ يُنْظَمُ

[ق ١٥٩] نَفِدَ المدادُ فساعدتْهُ مدامعي ... فعَصى عليَّ فساعدَ الدَّمعَ الدَّمُ

حالَ المدادُ عن السَّوادِ كأنَّهُ ... دمْعُ المَحاجم صُبَّ فيه العَنْدمُ (٥)

جادَتْ (٦) ضريحًا بالشآم غمامةٌ ... تسْقي ثراهُ على المدى وتُدَوِّمُ


(١) الأصل: «شاج» بالمعجمة، والمثبت من باقي النسخ. وساج بالمهملة: ساكن.
(٢) (ف، ك، ط): «المعارش».
(٣) الأصل: «يومًا».
(٤) (ف): «ومدمعي».
(٥) العندم: قيل: شجر أحمر، وقيل: دم الأخوين. «اللسان» (عندم).
(٦) الأصل: «جازت».

<<  <  ج: ص:  >  >>