للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعطَّل المِحْرابُ مِنْ متهجِّدٍ ... بالذِّكْر في أسْحارِهِ يترنَّمُ

والخَلْقُ إن نُسبوا إليه كواحدٍ ... في أمّةٍ وهو الفريدُ المُعْلَمُ (١)

أضحتْ سُطوْرُ الفَضْلِ يَصْعُبُ فَهْمُها ... كالخطِّ أصعبه الغريبُ المبهمُ

فأبان مُشْكلَها وأوضحَ رمزَها ... فغدت بتنقيط الفضائل تُعْجَم (٢)

إن كان قد أمسى رَهين مُوَدّأ ... زَلِخ الجوانب حَدُّه متهدّم (٣)

فلرُبَّ عانٍ قد أعان وأكْمَهٍ ... هدَّى فأرْشَدَهُ ولا يتبرَّمُ

وضريحُهُ كالمسك يَنْشَقُ عَرْفَه ... من كان مِن حَنَقٍ عليه يُسَلِّمُ

إنْ كان هذا الرُّزْءُ يَعْظمُ ذكرهُ ... شرفًا ويُنْجِدُ في البلاد ويُتْهِمُ

فالصبرُ أحسنُ مَلْبسٍ يختارُه ... حُرٌّ لبيبٌ ذو عفافٍ مسلمُ (٤)

وعلى النبيِّ من الإله صلاتُهُ ... ما أَمَّ طيبةَ مُنْجِدٌ أو مُتْهِمُ (٥)

تمت والحمد لله (٦).


(١) (ف، ك، ط): «الأعلم».
(٢) (ف): «الفضل بل».
(٣) (ف): «رهين موداء [ك: مودء]»، (ف، ك): «جدره متهدم». وفي النسخ: «زنح» ولعلها ما أثبت.
(٤) (ف، ك، ط): «فالصبر أكرم ... حر بصير بالعواقب ... ».
(٥) عجزه في (ف، ك): «ما سارت الأظعان شوقًا ترزم».
(٦) ليست في (ف، ك). وبعده فيهما كلام عن النسخة التي نُقِلت منها هذه القصيدة ومن سمعها ووفاة ناظمها، ونصه: «قال الشيخ أبو بكر بن أحمد الدريبي رحمه الله: كان على النسخة التي نقلت منها نسختي هذه ما صورته: نقلتها من خط مؤلفها الشيخ الإمام العلامة أوحد عصره، وفريد دهره، أبي الثناء محمود ابن علي بن محمود الدقوقي البغدادي قدَّس الله روحه.
وقال أيضًا: شاهدت على الأصل المنقول عنه ما صورته: سمع عليّ الولدُ السعيد أبو الخير سعيد بن عبد الله الذهلي الحريري جميعَ هذه القصيدة الموسومة بـ: مرثاة الشيخ العالم الرباني تقي الدين أحمد ابن تيمية الحراني، بقراءة الشيخ الإمام الأوحد الفاضل المحقق الكامل جمال الدين أبي أحمد يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد السامري، وذلك يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول سنة ثلاثين وسبعمائة. وكتب ناظمها محمود بن علي بن محمود الدقوقي حامدًا ومصليًا.

توفي ناظم هذه المرثاة الشيخ تقي الدين الدقوقي يوم الاثنين العشرين من المحرم سنة ٧٣٣ ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الإمام أحمد، وحُمِلت جنازته على الرؤوس رحمه الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>