للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاشاي أن أسلو هواهم وحُبُّهُم ... يُذكِّرني حفظ العهود القديمة

فهم سرُّ أسراري، ونور نواظري (١) ... ورُوحي وريحاني وأُنسي وبَهْجَتي ... أتى

وهم عينُ أعياني وقَلْبي وقالبي ... وهم منتهى قصدي ومشهدُ رؤيتي

وهم في مغانيهم حياتي حقيقةً ... وهم في معانيهم (٢) أُهيلُ مودَّتي

وهم في تجلّيهم شموسي إذا بدوا ... وهم في تجنِّيهم رِياضي وجنَّتي (٣)

وهم أينما كانوا نِهايةُ مَقْصدي ... وهم أينما حلُّوا مُرادي وبُغْيتي

وهم نورُ أنواري وسِرُّ حقائقي ... وهم أُنْسُ تأنيسي ومأمَنُ خِيفتي

تُرى يشتفي قَلْبي برؤيتهم على ... رياض الهنا يومًا وتبردُ غُلَّتي

وتَحْيا بهم رُوحي حياةً هنيَّةً ... مُسَرْمدةَ التَّنعِيم في غير محنةٍ (٤)

إذا سمحوا لي نظرةً من جمالهم ... فقد نلتُ من رضوانهم كلَّ وصلة

عليهم سلامُ الله ما هبَّتِ الصَّبا ... وما ناحت الأطيارُ شوقًا وحنَّت

وقد آن أن أُبدي خفايا صبابتي ... وأُظْهِرُ للعُذَّال أصلَ رَزيَّتي

وأبكي على من كان يجمعُ شَمْلَنا ... على طاعة الرحمن في كل لمحة

وأندُبُ أحزاني بما قد أصابني ... وأنثُرُ أشجاني بنظمِ قصيدتي

فقَدْتُ إمامًا لم يزل متوكِّلًا ... على الله لا يُصْغي إلى غيرِ سنة


(١) (ف، ك، ط): «مناظري».
(٢) (ف، ك، ط): «مغانيهم».
(٣) (ف، ك، ط): «ونزهتي».
(٤) (ف، ك): «في روض جنة».

<<  <  ج: ص:  >  >>