للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل ابن تيميةٍ شمسٌ تغيب سُدًى ... وما تَروق بها (١) الآصالُ والبُكَرُ

مثل ابن تيميّةٍ يمضي وما نَهكَت ... له سيوفٌ ولا خَطِّيّةٌ سُمُر (٢)

مثل ابن تيميّةٍ يمضي وما عَبِقَت ... بمِسْكه العاطر (٣) الأرْدانُ والطُّرَرُ

ولا تُجارى له خيلٌ مسوَّمة ... وجوه فُرْسانها الأوضاح والغُرَرُ

ولا تَحُفُّ به الأبطالُ دائرةً ... كأنّهم أنجمٌ (٤) في وَسْطها قمرُ

ولا تُعبِّسُ حَرْبٌ في مواقفه ... يومًا ويضْحَكُ في أرجائها (٥) الظَّفَرُ

حتى يقوَّم هذا الدين مِن مَيَلٍ ... ويستقيمَ على مِنْهاجه البَشَرُ

بل هكذا السلفُ الأبرارُ ما بَرِحوا ... يُبلَى اصطبارُهم جهدًا وهم صُبُرُ

تأسَّ بالأنبياء الطُّهْرِ كم بلغت ... فيهم مضرَّةُ أقوامٍ وكم هُجِروا

في يوسفٍ في دُخول السِّجن مَنْقَبةٌ ... لمن يُكابدُ ما يَلْقى وَيصْطبرُ

أَيذْهبُ المنهل الصّافي وما نَقَعَتْ ... به الظِّماءُ (٦) وتبقى الحَمْأةُ الكَدَرُ

مضى حميدًا ولم يَعْلق به وَضَرٌ ... وكلّهم وضَرٌ في الناس أو وَذَرُ (٧)


(١) الأصل و (س): «ترق» ومعنى «تروق بها» أي: تغيب سدًى، ولم يصفُ بسببها صباح ولا مساء.
(٢) هذا البيت متقدم على سابقه في الأصل، وما في النسخ أنسب. وفي الأصول «نهكت» ولعلها: «نهلَت».
(٣) (ك، ط): «العطر».
(٤) (ف): «نجم».
(٥) (س): «أرجائه».
(٦) الأصول: «نفعت» ولعله ما أثبت، و (ك): «الظماة».
(٧) الأصل: «وطر» بالطاء، والمثبت من باقي النسخ. والوضر: الوسخ. والوَذْرة: =
= ... القطعة من اللحم، والمرأة الوَذِرة: الكريهة الرائحة، ويقال: يا ابن شامة الوَذْر، كلمة قذف وسب. «القاموس» (وذر).

<<  <  ج: ص:  >  >>