للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ألبابُ أربابِ التّقَى عكفت ... ومجتنى الشهد لم يُعْكَف عليه سُدَى

مَن للمسائل، إن أعيت غوامضها ... يحلّ مشكلها المستصعب العقدا؟

ومن إذا رُصَّ بالسادات مجلسُه ... يكون في صدره صدرًا إذا قعدا

يكاد يسلبُ ألبابَ الرّجال بما ... يرويه مما يزيد المهتدين هدى

مِنَ العلوم التي عن ربّه صدرت ... ومِن حديثٍ عن المختار قد وردا

وعن صحابته والتابعين، وعن ... أئمة ساد مَنْ عنهم روى سندا

أم من يشنّف أسماعَ الأنام بما ... يربو على الدرِّ منثورًا ومنتضدا

سوى الإمام تقيِّ الدين أحمد تا ... ج العارفين، وقاه الله كلَّ ردى

ومن يحدِّث عن بحر، فلا حرج ... عليه، بل هو مأثوم إذا اقتصدا

وكم بمصر وبالشام الشريف فتًى؟ ... لكن بمجموع هذا الحَبر ما وُجِدا

كفاه آيةَ تأييدٍ سِعايةُ من ... سعى، ولم يستطع يؤذي له جسدا

لكنه حين حاز السّبْق من صغر ... وفاق كلَّ كبيرٍ فاق (١) وانفردا

وحاز علمًا لَدُنيًّا، ومنقبةً ... تفتتت منه أكباد العِدَى حسدا

فأجمعوا كيدَهم يبغون فتنته ... فما أعان عليه ربُّه أحدا

ولم يطق حاسد (٢) في الأرض قاطبةً ... بأن يَمُدَّ بمكروهٍ إليه يدا

وكان سيفًا على الأضداد مشتهرًا ... فحاولوا أن يكون السيفُ منغمدا


(١) كذا في الأصول، ولعلها «فات». و (ف): «لما حاز».
(٢) (ف): «حاسدًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>