للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما يَضُرُّ فتًى حالت منيتُه ... دون الأماني إذا ما عُدَّ في الشهدا

فحلَّ مصرَ عزيزًا عند مالكها ... وفي مهمَّاته أضحى له عَضُدا

لتُشْرق الدولة الغَرّا بِهِ، وإذا ... أضلّ جهلُ جَهولٍ بالعلوم هَدى

ويأمر الناسَ بالتقوى ويخبرهم ... بسنة المصطفى، فعلًا ومعتقدا

ولا يزال بأعلى فرق منبره ... منزَّهًا أحدًا في ملكه صمدا

وفي مجالسه اللاتي يحفّ بها ... ملائكُ الذِّكْر تُحصي مَن لها شهدا

يدعو لسيدنا السلطان ناصر ديـ ... ـن الله نجل قلاوون الفتى أبدا

بأن يدومَ له في الملك أربعة: ... عزّ، ونصر، وتأييد، وكَبْت عِدَى

حتى يُمَلِّكه الله العراق فيمـ ... ـحو الشركَ، والرفضَ منها، والذي مردا

وعاد مِنْ مصر نحو الشام في دَعَة ... مصالحًا، مصلحًا ما كان قد فسدا

فحين وافى دمشق الشام محترزًا ... من حَلِّ عقد ودادٍ للورى عقدا

رَوّى صَدَى مهجٍ قد طالما ظَمِئت ... إليه شوقًا، وجلَّى للقلوب صدا

وجاءنا بعد يأس مثل عافية ... جاءت عليلًا، فلما لابسته هدى

ولاح شمسٌ على روض وسحَّ ندًى ... والشمس عادتها في الروض رفع ندى

واخضرَّ روضُ الأماني ثم فاح شذًا ... بانُ الحمى، وتغنَّى وُرْقه، وشدا

وصفّق النهر، والأغصان قد رقصت ... مَسَرَّة بفتًى من مصر قد وردا

وسُرّ أهلُ التقى من كلِّ طائفة ... أن عادَ أكرمَ مما كان حين بدا

وأنجح الله في الدنيا مقاصدَه ... وسوف يؤتيه أجرَ الصابرين غدا

<<  <  ج: ص:  >  >>