للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا آيةً ظهرت في الكون باهرةً ... لا زلت في سِلْك دين الله منتظما

وكنت واسطة في عقده أبدًا ... تزيل منه الأذى والفُحْشَ والسَّقَما

جمعتَ منه الذي قد كان فَرَّقه ... قومٌ رأوه هدًى منه، وكان عمى

وكنت أحرص خلقِ الله كلّهم ... على التآلف، تعطي الفضلَ والنِّعَما

ولست خِبًّا لئيمًا باخلًا شَرِهًا ... لكن تقيًّا، نقيًّا، سيد الكُرَما

تعفو عن الجاهل الجاني فترحمه ... وتكثر العدل والإنصاف للخُصَما

ما زلت تغضبُ في ذات الإلاه ولم ... تكن لنفسك يا ذا الحِلْم منتقما

فأنت حَبر هدًى أحيا الإلاه به ... من دينه سننًا أماته الغُشَما

في رأس سبع مئين كنت قد وجبت ... لك الإمامةُ يا خلاصة العلما (١)

وكلّ شيء به جُلّ الورى هلكوا ... فشيخنا ذو التقى (٢) مِنْ شرِّه سَلِما

وكلّ وصفِ كمالٍ في نظائره ... له خصائصه لا تقتضي العَدَما

كان المبرِّز في كلّ العلوم، وقد ... أضْحَت له في ذرى أسنامها عَلَما

وكان حاوي صفات الخير أجمعها ... قد حلَّ في كلّ حالات التقى قَدَما

لما أراد عِداه دَحْضه دُحِضوا ... وزاده الله عزًّا دائمًا، وسما

أضحت عوائده تبدي فوائده ... على موائده في حضرة الحُكَما

فهو التقيّ به أهلُ التقى ألفوا ... وأبعد الله عنه المجرمَ الزّنما


(١) في النسخ: «يا مربي خلاصة». وفي هامش (ك): «كذا في الأصل، ولا يستقيم الوزن» أبو إسماعيل يوسف حسين. أقول: وبحذف «مربي» يستقيم الوزن.
(٢) (ك): «السخا» وعلق في الهامش: «بدله: التقى».

<<  <  ج: ص:  >  >>