للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصُّنَابحيّ (١)، ولم يسمعْ مِن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٢).


(١) حديث الصنابحي: رواه النسائي (١/ ٢٧٥)، وابن ماجه (١٢٥٣)، وأحمد (٤/ ٣٤٨)، ولفظه: "إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان - أو قال: يطلع معها قرنا الشيطان - فإذا ارتفعت فارقها، فإذا كانت في وسط السماء قارنها، فإذا دلكت - أو قال: زالت - فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها، فلا تصلوا هذه الساعات الثلاث".
(٢) وقع خلاف بين أهل العلم في تعيين اسم الصنابحي، وهل هو تابعي أم صحابي؟ ففي الحديث السابق وقع عند أحمد وابن ماجه: "عن أبي عبد الله الصنابحي"، ووقع في "الموطأ" (١/ ٢١٩/ رقم ٤٤)، وفي "سنن النسائي": "عن عبد الله الصنابحي".
وذهب البخاري إلى أن قوله: "عبد الله الصنابحي" وهم من مالك، فقد نقل عنه الترمذي في "العلل الكبير" (١/ ٧٨ - ٧٩) أنه قال: "مالك بن أنس وهم في هذا الحديث، وقال: "عبد الله الصنابحي" وهو: "أبو عبد الله الصنابحي"، واسمه: "عبد الرحمن بن عسيلة"، ولم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).
ونقل المزي في "التهذيب" (١٧/ ٢٨٤) عن يعقوب بن شيبة؛ أنه قال:
"هؤلاء الصنابحيون الذين يروى عنهم في العدد ستة، إنما هم اثنان فقط: الصنابحي الأحمسي، وهو: الصنابح الأحمسي، هذان واحد، فمن قال: الصنابحي الأحمسي فقد أخطأ، ومن قال: الصنابح الأحمسي فقد أصاب، وهو: الصنابح بن الأعسر الأحمسي، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي يروي عنه الكوفيون، روى عنه ليس بن أبي حازم، قالوا: وعبد الرحمن بن عُسيلة الصنابحي، كنيته: أبو عبد الله، يروي عنه أهل الحجاز وأهل الشام، ولم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، دخل المدينة بعد وفاته - بأبي هو وأمي - بثلاث ليالٍ أو أربع، روى عن أبي بكر الصديق، وعن بلال، وعن عبادة بن الصامت، وعن معاوية، ويروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث يرسلها عنه، فمن قال: عن عبد الرحمن الصنابحي فقد أصاب اسمه، ومن قال: عن أبي عبد الله الصنابحي فقد أصاب كنيته، وهو رجل واحد: عبد الرحمن وأبو عبد الله، ومن قال: عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فقد أخطأ؛ قلب اسمه فجعل اسمه كنيته، ومن قال: عن عبد الله الصنابحي فقد أخطأ؛ قلب كنيته فجعلها اسمه. هذا قول علي بن المديني ومَن تابعه علي هذا، وهو الصواب عندى، هما اثنان: أحدهما أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، والآخر لم يدركه، يدل علي ذلك الأحاديث".
انتهى قول يعقوب بن شيبة.