وكان ملكًا عادلًا قبل إسلامه، أحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إلى أرضه، ثم أسلم وآمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذكره البعض في الصحابة كابن منده، وذكره آخرون في التابعين؛ لأنه لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه كانت بالمدينة رضي الله عنه. (٢) رواه البخاري (١٢٤٥)، ومسلم (٩٥١). والنعي: خبر الموت والإعلام به. قلت: وفي هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى لهم النجاشي، وفي حديث آخر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن النعي، وهو مخرج في "البلوغ" (٥٥٧) فيعلم من ذلك أن: "النعي على ضربين: أحدهما: مجرد إعلام؛ لقصد ديني، كطلب كثرة الجماعة؛ تحصيلًا للدعاء للميت، وتتميمًا للعدد الذي وعد بقبول شفاعتهم له، كالأربعين والمئة مثلًا، أو لتشييعه وقضاء حقه في ذلك، وقد ثبت في معنى ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -:"هلا آذنتموني به"، ونعيه عن أهل مؤتة؛ جعفرًا، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة. الثاني: فيه أمر محرم مثل نعي الجاهلية؛ المشتمل على ذكر مفاخر الميت، ومآثره، وإظهار التفجع عليه، وإعظام حال موته. فالأول مستحب، والثاني محرم، وعليه يحمل نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن النعي ... وهذا التفصيل هو الذي تقتضيه الأحاديث الصحيحة"، قاله ابن الملقن في "الإعلام" (٢/ ١٠٩ - ب/١١٠ - أ). وزاد المصنف- رحمه الله- في "الصغرى" حديثًا واحدًا، وهو: ١٦٢ - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلى على النجاشي. فكُنت في الصف الثاني، أو الثالث. (رواه البخاري: ١٣١٧).