للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٦ - حديث الصدقات]

٣٥٤ - عن ثمامةَ بِن عبد الله بن أنس (١) عن أنسٍ؛ أنّ أبا بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه، لا استخْلِفَ كتبَ له- حِين وجّهه إلى البحرين (٢) - هذا الكتاب (٣) - وكان نقشُ الخَاتم ثلاثة أسطرٍ: محمدٌ (سطر). رسولُ (سطر) و (اللهِ) سطرٌ (٤) -:

بسم الله الرحمن الرحيم: هذه فريضة الصَّدقة التي فرضَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمينِ، والتي أمرَ الله بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فمَن سئِلَهَا من المسلمينِ على وَجْهِها فليُعْطِها، ومَن سئِلَ فوقَها فلا يُعطِ:


(١) هو حفيد أنس بن مالك رضي الله عنه، وثقه أحمد والعجلي وابن شاهين وابن حبان، تولى قضاء البصرة سنة ست ومئة، وعزل سنة عشر، ومات بعد ذلك بمدة، روى له الجماعة.
(٢) هو على هذا الرسم مرفوعًا ومنصوبًا ومجرورًا، غير أن البكري أورده في "المعجم" مرفوعًا تثنية بحر، وعن الزمخشري مثل ذلك.
وهو الإقليم المشهور بين البصرة وعُمَان، قال أبو عبيدة: "البحرين هي: الخط، والقطيف، والآرة،، وهجر، وبينونة، والزارة، وجواثا، والسابور، ودارين، والغابة".
قلت: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صالح أهل البحرين، وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمالٍ من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافت صلاة الصبح مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم، وقال: "أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء"، قالوا: أجل يا رسول الله. قال: "فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم". رواه البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١).
(٣) زاد البخاري في رواية (٣١٠٦): "وختمه بخاتم النبي - صلى الله عليه وسلم -".
(٤) رواه البخاري (٣١٠٦ و ٥٨٧٩).