للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دخل المسجدَ، فدخلَ رجلٌ فصلَّى، ثم جاءَ فسلَّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (١) فقال: "ارجعْ فصلِّ؛ فإنَك لم تُصلِّ".

فرجعَ، فصلَّى كما صلَّى! ثم جاءَ فسلَّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

فقال: "ارجعْ فصلِّ؛ فإنَكَ لم تُصلِّ" ثلاثًا.

فقال: والذي بعثَكَ بالحقِّ ما أُحسِنُ غيرَه، فعَلِّمْني.

قال: "إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فكبَّر، ثم اقرأْ ما تيسّرَ معك مِن القُرآنِ ثم اركَعْ حتَى تطمئِنَّ راكِعًا، ثم ارفَعْ حتى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تطمَئِنّ سَاجِدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جَالِسًا، وافعل ذلك في صَلاتك كُلِّها". مُتَفَقٌ عَلَيْهِ. د ت س (٢).

١٩٩ - عن رِفَاعة بنِ رافع الزُّرَقي قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّها لا


(١) زاد البخاري: "فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام". ولمسلم: "فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام"، وله أيضًا: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وعليك السلام". وفي كل ذلك رد على قول ابن المنير: "أن الموعظة في وقت الحاجة أهم من رد السلام؛ ولأنه لعله لم يرد عليه السلام تأديبًا على جهله، فيؤخذ منه التأديب بالهجر، وترك السلام".
وأراد الحافظ أن يلتمس له العذر، فقال في "الفتح" (٢/ ٢٧٨): "والذي وقفنا عليه من نسخ "الصحيحين" ثبوت الرد في هذا الموضع وغيره، إلا الذي في الإيمان والنذور، وقد ساق الحديث صاحب "العمدة" ... إلا أنه حذف مه "فرد النبي - صلى الله عليه وسلم -"، فلعل ابن المنير اعتمد على النسخة التي اعتمد عليها صاحب العمدة".
قلت: لا أدري ما هي هذه النسخة التي يشير إليها الحافظ ابن حجر- رحمه الله-! حتى الحميدي- رحمه الله- قد ذكر في "الجمع" (٣/ ١١٤ - / ١١٥/ رقم ٢٣٢١) رد النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام.
(٢) رواه البخاري (٧٩٣)، ومسلم (٣٩٧)، وأبو داود (٨٥٦)، والترمذى (٣٠٣)، والنسائي (٢/ ١٢٤).