١ - قال الضياء: كان شيخنا الحافظ لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له، وبينه، وذكر صحته أو سقمه، ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان بن فلان الفلاني، ويذكر نسبه.
وأنا أقول: وكان الحافظ عبد الغني أمير المؤمنين في الحديث.
سمعت شيخنا الحافظ عبد الغني يقول: كنت يومًا بأصبهان عند الحافظ أبي موسى، فجرى بيني وبين بعض الحاضرين منازعة في حديث، فقال: هو في "صحيح البخاري"، فقلت: ليس هو فيه. قال: فكتب الحديث في رقعة، ورفعها إلي الحافظ أبي موسى يسأله عنه؟ قال: فناولني الحافظ أبو موسى الرقعة، وقال: ما تقول، هل هذا الحديث في البخاري أم لا؟ قلت: لا. فخجل الرجل، وسكت!
٢ - سئل الحافظ: لم لا تقرأ من غير كتاب؟
فقال: أخاف العجب.
٣ - جاء رجل إليه، فقال: رجل حلف بالطلاق أنك تحفظ مئة ألف حديث؟ فقال: لو قال أكثر لصدق.
٤ - قال الضياء: شاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين- وهو علي المنبر- اقرأ لنا أحاديث من غير أجزاء، فيقرأ الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلبه.
٥ - قال أبو اليمن الكندي: رأيت الحافظ ابن ناصر، والحافظ أبا العلاء الهمداني وغيرهما من الحفاظ، ما رأيت أحفظ من عبد الغني المقدسي.
وقال مرةً: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني.