للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سهل (١) ومُحَيِّصةُ بنُ مسعودٍ (٢) إلى خيبرَ (٣) - وهي يومئذٍ صُلْحٌ - فتفرّقا، فأتى مُحَيِّصةُ إلى عبد الله بنِ سهلٍ، وهو يتشحّطُ (٤) في دَمِهِ قتيلًا، فدفَنه، ثم قدِمَ المدينةَ، فانطلق عبد الرحمن بنُ سهلٍ (٥)، ومُحيِّصةُ وحُوَيِّصهُ (٦)؛ ابنا مسعودٍ إلى النبيِّ (٧) - صلى الله عليه وسلم -، فذهبَ عبدُ الرَّحمن يتكلّمُ.

فقال: "كَبِّر كَبِّر" - وهو أحدثُ القومِ (٨) - فسكتَ. فتكَلَّما.

فقال: "أتحلِفُونَ، وتَستحِقُّون قَاتِلَكم أو صَاحِبَكم؟ ".

قالوا: وكيفَ نَحلِفُ، ولم نشهدْ، ولم نرَ؟

فقال: "فتبْرِئُكُم يهودُ بخمسين يمينًا".

فقالوا: كيف نأخذ بأيمانِ قومٍ كفَّارٍ؟ فعقَلَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من عِنده (٩).


(١) هو: عبد الله بن سهل بن زيد الأنصاري الحارثي، كان خرج مع أصحابه إلى خيبر يمتارون تمرًا، فتفرقوا لحاجتهم، فوجد رضي الله عنه في عين قد كسرت عنقه.
(٢) هو: محيصة - بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الياء التحتانية وقد تسكن - بن مسعود بن كعب الخزرجي، شهد أحدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى فدك يدعوهم للإسلام.
(٣) تقدم بيانها ص (٣٢٨).
(٤) "أي: يتخبط فيه، ويضطرب، ويتمرغ"، كما في "النهاية".
(٥) هو: عبد الرحمن بن سهل الأنصاري الحارثي أخو عبد الله المتقدم، شهد أحدًا وما بعدها.
(٦) هو: حويصة - بضم الحاء المهملة، وفتح الواو، وتشديد الياء التحتانية وقد تسكن - أخو محيصة، كان أسن من محيصة، شهد أحدًا والخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٧) في "أ": "رسول الله".
(٨) زاد في "أ": "ستًا".
(٩) رواه البخاري (٣١٧٣)، ومسلم (١٦٦٩).