للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مكّةَ الفِيلَ، وسلَّطَ عليها رسُولَه والمؤمنين، وإنّها لم تحلّ لأحدٍ كانَ قبلِي ولا تحلّ لأحدٍ بعدِي، وإنما أُحِلّتْ لي ساعةً مِن نَهارٍ، وإنّها سَاعتي هذه، حَرَامٌ لا يُعْضَدُ شجرُها، ولا يُخْتَلَى شوكُها، ولا تُلْتَقَطُ سَاقِطَتُها إلا لِمُنْشِدٍ ومَن قُتِلَ له قَتِيلٌ فهو بخيرِ النَّظَرينِ: إمّا أنْ يَقْتُل، وإمّا أنْ يُفْدَى".

فقامَ رجلٌ مِن أهل اليمنِ - يُقال له: أبو شاهٍ - فقالَ: يا رسولَ الله! اكتُبُوا لي. فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتُبُوا لأبي شاهٍ" (١).

ثم قامَ العبَّاسُ، فقال: يا رسولَ الله! إلا الإذْخرَ؛ فإنّا نجعلُه في بُيوتِنا وقُبورِنا. فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إلا الإذخرَ" (٢).

٦٨٥ (٣٤٥) - عن عُمر بنِ الخطَاب رضي الله عنه؛ أنَّه استشارَ النَّاسَ في إمْلاصِ المرأةِ (٣).


(١) معروف بكنيته، ولا يعرف اسمه، قال ابن حجر في "الإصابة" (٤/ ٩٧):
"يماني، يقال إنه كلبي، ويقال: إنه فارسي من الأبناء، قدموا اليمن في نصرة سيف ابن ذي يزن - كذا رأيت بخط السلفي - وقيل: إن هاءه أصلية، وهو بالفارسي معناه: الملك. قال: ومن ظن أنه اسم أحد الشياه فقد وهم. انتهى".
(٢) رواه البخاري (١١٢)، ومسلم - والسياق له - (١٣٥٥).
(٣) الإملاص: الإسقاط، وفي رواية للبخاري (٧٣١٧): "هي التي يضرب بطنها، فتلقي جنينها".
وقال ابن الملقن في "الإعلام" (ج ٤/ ق ٢٠/ أ): "وفي بعض نسخ هذا الكتاب - يعني: عمدة الأحكام الصغرى - تفسير الإملاص من كلام المصنف. قال: إملاص المرأة: مصدر أملصت، وهو: أن تلقي جنينها ميتًا، وإنما سمي بذلك لأنها تزلقه".
قلت: كذا قال ابن الملقن، وقد وقفت علي كثير من نسخ "العمدة الصغرى"، فلم أر ذلك في شيء منها، والله أعلم.