{هُوَ الأَوَّلُ}: {الأَوَّلُ}: فسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: "الذي ليس قبله شيء"(١).
وهنا فسر الإثبات بالنفي فجعل هذه الصفة الثبوتية صفة سلبية، وقد ذكرنا فيما سبق أن الصفات الثبوتية أكمل وأكثر، فلماذا؟
فنقول: فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، لتوكيد الأولية، يعني أنها مطلقة، أولية ليست أولية إضافية، فيقال: هذا أول باعتبار ما بعده وفيه شيء آخر قبله، فصار تفسيرها بأمر سلبي أدل على العموم باعتبار التقدم الزمني.
{وَالآخِرُ}: فسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: "الذي ليس بعده شيء"، ولا يتوهم أن هذا يدل على غاية لآخريته، لأن هناك أشياء أبدية وهي من المخلوقات، كالجنة والنار، وعليه فيكون معنى {وَالآخِرُ} أنه محيط بكل شيء، فلا نهاية لآخريته.
{وَالظَّاهِرُ}: من الظهور وهو العلو، كما قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}[التوبة: ٣٣]، أي: ليعليه، ومنه ظهر الدابة لأنه عال عليها،
(١) رواه مسلم (٢٧١٣) كتاب الذكر والدعاء/ باب ما يقوم عند النوم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.