للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• الحديث الثاني في إثبات الفرح، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَلهُ أشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبةِ عَبْدهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِراحِلَتِهِ ... " الحديث، متفق عليه (١).

* "الله": اللام هذه لام الابتداء. "الله": مبتدأ.

* "أشد": خبر المبتدأ.

* "فرحًا": تمييز.

* قال المؤلف: "الحديث"؛ أي: أكمل الحديث.

والحديث أن هذا الرجل كان معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فضلَّت عنه، فذهب يطلبها، فلم يجدها، فأيس من الحياة، ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت؛ فإذا بخطام ناقته متعلقًا بالشجرة ... ولا أحد يستطيع أن يقدر هذا الفرح؛ إلا من وقع فيه ... فأمسك بخطام الناقة، وقال: اللهمَّ! أنت عبدي، وأنا ربك؛ أخطأ من شدة الفرح؛ لم يملك كيف يتصرَّف في الكلام!!

فالله عزَّ وجلَّ أفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل براحلته، وليس الله عزَّ وجلَّ بمحتاج إلى توبتنا، بل نحن مفتقرون إليه في كل أحوالنا، لكن لكرمه جل وعلا ومحبته للإحسان والفضل والجود يفرح هذا الفرح الذي لا نظير له بتوبة الإنسان إذا تاب إليه.

* في هذا الحديث: إثبات الفرح لله عزَّ وجلَّ؛ فنقول في


(١) رواه البخاري (١١/ ١٠٢)، ومسلم (ص ٢١٠٢)، عن عدة من الصحابة بألفاظ مختلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>