للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه المعية، إذا آمنا بها، توجب لنا خشية الله عز وجل وتقواه، ولهذا جاء في الحديث: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت" (١).

أما أهل الحلول، فقالوا: إن الله معنا بذاته في أمكنتنا، إن كنت في المسجد، فالله معك في المسجد والذين في السوق الله معهم في السوق!! والذين في الحمامات الله معهم في الحمامات!!

ما نزهوه عن الأقذار والأنتان وأماكن اللهو والرفث!!

المبحث السادس: في شبهة القائلين بأن الله معنا في أكنتنا والرد عليهم:

شبهتهم: يقولون: هذا ظاهر اللفظ: {وَهُوَ مَعَكُمْ}؛ لأن كل الضمائر تعود على الله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ} , {ثُمَّ اسْتَوَى} , {يَعْلَمُ} , {وَهُوَ مَعَكُمْ} , وإذا كان معنا؛ فنحن لأنفهم من المعية إلا المخالطة أو المصاحبة في المكان!! والرد عليهم من وجوه:

أولاً: أن ظاهرها ليس كما ذكرتم؛ إذ لو كان الظاهر كما ذكرتم؛ لكان في الآية تناقض: أن يكون مستوياً على العرش، وهو


(١) رواه الطبراني في الكبير والأوسط كما في مجمع الزائد (١/ ٦٠) , والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٠٧) , وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١٢٤) والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٠٠٢).
وقد ورد الحديث بلفظ: "تزكية النفس أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان" رواه البيهقي في "السنن" (٤/ ٩٥) , وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٠٦٢) , والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٢٦٩) بسند صحيح؛ كما في "السلسلة الصحيحة" (١٠٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>