أما الحكم المعين؛ فالسنة استقلت بأحكام كثيرة عن القرآن، ومن ذلك ما سيأتينا في أول حديث ذكره المؤلف في هذا الفصل:"ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ... "(١)، فإن هذا ليس في القرآن.
إذًا؛ السنة مقامها مع القرآن على هذه الأنواع الأربعة: تفسير مشكل، وتبيين مجمل، ودلالة عليه، وتعبير عنه.
* * *
• ثم قال رحمه الله قاعدة مهمة:"وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ بهِ رَبَّه عَزَّ وَجَلَّ مِن الأَحَادِيثِ الصِّحاح الَّتي تَلَقَّاها أَهْلُ المَعْرِفَةِ بالقَبُولِ، وَجَبَ الإيمانُ بِهَا كَذَلِكَ".
" قوله: "وما": هذه شرطية. وفعل الشرط: "وصف".
"وجب الإيمان بها": هذا جواب الشرط.
فما وصف الرسول به ربه، وكذلك ما سمى به ربه، لأن هناك أسماء مما سمى به الرسول ربه لم تكن موجودة في القرآن؛ مثل (الشافي)؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واشف أنت الشافي، لا شفاء
(١) سوف يأتي الحديث بطوله (٢/ ١٣)، وهو في الصحيحين.