للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وقوله: "بصوت": هذا من باب التأكيد؛ لأن النداء لا يكون إلا بصوت مرتفع؛ فهو كقوله تعالى: {وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: ٣٨]؛ فالطائر الذي يطير؛ إنما يطير بجناحيه، وهذا من باب التأكيد.

* وقوله: "إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار": ولم يقل: إني آمرك! وهذا من باب الكبرياء والعظمة؛ حيث كنى عن نفسه تعالى بكنية الغائب، فقال: "إن الله يأمرك"؛ كما يقول الملك لجنوده: إنَّ الملك يأمركم بكذا وكذا؛ تفاخرًا وتعاظمًا، والله سبحانه هو المتكبر وهو العظيم.

وجاء في القرآن مثل هذا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: ٥٨]، ولم يقل: إني آمركم.

* وقوله: "أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار"؛ أي: مبعوثًا.

* والحديث الآخر؛ قال: "يا رب! وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعون" (١).

* * *

• الحديث السابع في إثبات الكلام أيضًا:

وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنكمْ مِنْ أحَدٍ إلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، ولَيْسَ


(١) رواه: البخاري (٦٥٣٠)، ومسلم (٢٢٢)؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>