للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أحدكم من عنق راحلته" (١)، ولا يلزم أن يكون الله عزَّ وجلَّ نفسه في الأرض بينه وبين عنق راحلته.

وإذا كان قول الرسول عليه الصلاة والسلام: "فإن الله قبل وجه المصلي" (٢): لا يستلزم أن يكون الله بينه وبين الجدار، إن كان يصلي إلى الجدار، ولا بينه وبين الأرض إن كان ينظر إلى الأرض.

فكذلك لا يلزم من قربه أن يكون في الأرض؛ لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته، وهو محيط بكل شيء.

* واعلم أن من العلماء من قسم قرب الله تعالى إلى قسمين؛ كالمعية، وقال: القرب الذي مقتضاه الإحاطة قرب عام، والقرب الذي مقتضاه الإجابة والإثابة قرب خاص.

* ومنهم من يقول: إن القرب خاص فقط؛ مقتضٍ لإجابة الداعي وإثابة العابد، ولا ينقسم.

- ويستدل هؤلاء بقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦]، وبقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (٣)، وأنه لا يمكن أن يكون الله تعالى قريبًا من الفجرة الكفرة.


(١) سبق تخريجه (٢/ ٥٤).
(٢) سبق تخريجه (١/ ٢٨٩) وهو في "الصحيحين".
(٣) رواه مسلم (٤٨٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>