يسمع منه ولا يرى، بخلاف الكلام؛ فإنه جائز أن الله يخلق أصواتاً في الهواء فتسمع!! قلنا لكم: لو خلق أصواتاً في الهواء، فسمعت؛ لكان المسموع وصفاً للهواء, وهذا أنتم بأنفسكم لا تقولوه؛ فكيف تعيدون الصفة إلى غير موصوفها؟!
هذه وجوه أربعة كلها تدل على أن القول بخلق القرآن باطل، ولو لم يكن منه إلى إبطال الأمر والنهي والخبر والاستخبار؛ لكان ذلك كافياً.
هذا في سياق قوله تعالى:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}؛ يعني: لا تطمعون أن يؤمنوا لكم؛ أي: اليهود.
{فَرِيقٌ مِنْهُمْ}: طائفة منهم، وهم علماؤهم.
{يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ}: يحتمل أن يراد به القرآن, وهو ظاهر صنيع المؤلف، فيكون دليلاً على أن القرآن كلام الله. ويحتمل أن يراد به كلام الله تعالى لموسى حين اختار موسى سبعين رجلاً لميقات الله تعالى، فكلمه الله وهم يسمعون, فحرفوا كلام الله تعالى من بعدما عقلوه وهم يعلمون. ولم أر الاحتمال الأول لأحد من المفسرين.
أيا كان؛ ففيه إثبات أن كلام الله بصوت مسموع, والكلام