للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدر معين؛ كقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى: ٢]؛ فيكون التقدير بمعنى التسوية.

وهذا المعنى أقرب من الأول؛ لأنه يطابق تمامًا لقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}؛ فلا إشكال.

* والإيمان بالقدر واجب، ومرتبته في الدين أنه أحد أركان الإيمان الستة؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لجبريل حين قال: ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" (١).

* وللإيمان بالقدر فوائد؛ منها:

أولًا: أنه من تمام الإيمان، ولا يتم الإيمان إلا بذلك.

ثانيًا: أنه من تمام الإيمان بالربوبية؛ لأن قدر الله من أفعاله.

ثالثًا: رد الإنسان أموره إلى ربه؛ لأنه إذا علم أن كل شيء بقضائه وقدره؛ فإنه سيرجع إلى الله في دفع الضراء ورفعها، ويضيف السراء إلى الله، ويعرف أنها من فضل الله عليه.

رابعًا: أن الإنسان يعرف قدر نفسه، ولا يفخر إذا فعل الخير.

خامسًا: هون المصائب على العبد؛ لأن الإنسان إذا علم أنها من عند الله؛ هانت عليه المصيبة؛ كما قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ


(١) رواه مسلم (٨) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>