للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو قرأنا الآن مثلًا:

حُكْمُ المَحَبَّةِ ثابِتُ الأرْكانِ ... مَا لِلصُّدودِ بِفَسْخِ ذاكَ يَدانِ

فإن هذا البيت ينسب حقيقة إلى ابن القيم (١).

ولو قلت:

كَلامُنا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاستَقِمْ ... وَاسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ

فهذا ينسب حقيقة إلى ابن مالك (٢).

إذًا؛ الكلام يضاف حقيقة إلى القائل الأول.

فالقرآن كلام من تكلم به أولًا، وهو الله تعالى، لا كلام من بلغه إلى غيره.

* * *

* قوله: "وَهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ وَمَعانِيهِ":

هذا مذهب أهل السنة والجماعة؛ قالوا: إن الله تعالى تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه.

* قوله: "وَلَيْسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني":

وهذا مذهب المعتزلة والجهمية؛ لأنهم يقولون: إن الكلام ليس معنىً يقوم بذات الله، بل هو شيء من مخلوقاته؛ كالسماء


(١) "شرح قصيدة الإمام ابن القيم" لابن عيسى (١/ ٣٧).
(٢) "شرح ابن عقيل على الألفية" (١/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>