{أُحِلَّتْ لَكُمْ}: المحل هو الله عز وجل، وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام يحل ويحرم، لكن بإذن من الله عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أحلت لنا ميتتان ودمان"(١)، وكان عليه الصلاة والسلام يقول:"إن الله يحرم عليكم"، كذا يخبر أنه حرم، وربما يحرم تحريماً يضفيه إلى نفسه، لكنه بإذن الله.
{بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ}: هي الإبل والبقر والغنم، والأنعام جمع نعم، كأسباب جمع سبب.
{إِلاّ مَا يُتْلَى}: إلا الذي يتلى عليكم في هذه السورة، وهي المذكورة في قوله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[المائدة، ٣]، فالاستثناء هنا فيه منقطع وفيه متصل، فبالنسبة للميتة من بهيمة الأنعام متصل، وبالنسبة للحم
(١) رواه أحمد (٢/ ٩٧)، وابن ماجه (٣٣١٤) , والدارقطني (٤/ ٢٧٢) وقال إن المؤلف أصح, البيهقي (١/ ٢٥٤) ورجح أيضاً الموقوفح إلا أنه قال: إن له حكم الرفع, ورواه عبد حميد في "المنتخب" (٨١٨) , عزاه الزيلعي في "نصب الراية" (٤/ ٢٠٢) لابن مردوية عن ابن عمر رضي الله عنه. وانظر "الصحيحة" (١١١٨).