ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم، وقد قال الله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٣].
* والفائدة المسلكية من هذا الحديث: هو الحذر الشديد من عمل أهل النار؛ خشية أن يلقى الإنسان فيها كما يلقى غيره.
* * *
• الحديث السادس: في إثبات الكلام والصوت:
وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ اللهُ تَعالى: يا آدَمُ! فَيَقولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيُنادِي بِصَوْتٍ: إنَّ اللهَ يَأمُرُكَ أنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إلى النَّارِ ... ". متفق عليه (١).
الشرح:
* يخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه أنه يقول: يا آدم! وهذا يوم القيامة، فيجيب آدم:"لبيك وسعديك".
* "لبيك"؛ بمعنى: إجابة بعد إجابة، وهو مثنى لفظًا، ومعناه: الجمع، ولهذا يعرب على أنه ملحق بالمثنى.
* "سعديك"؛ يعني: إسعادًا بعد إسعاد؛ فأنا ألبي قولك وأسألك أن تسعدني وتعينني.
* قال:"فينادي"؛ أي: الله؛ فالفاعل هو الله عزَّ وجلَّ.
(١) رواه: البخاري (٧٤٨٣)، ومسلم (٢٢٢)؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.