للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحراسة، محفوظ غاية الحفظ.

{بِأَعْيُنِنَا}: أعيننا معك، نحفظك، ونرعاك، ونعتني بك.

في الآية الكريمة إثبات العين لله عز وجل، لكنها جاءت بصيغة الجمع، لما سنذكر إن شاء الله تعالى.

العين من الصفات الذاتية الخبرية: الذاتية: لأنه لم يزل ولا يزال متصفاً بها، الخبرية: لأن مسماها بالنسبة إلينا أجزاء وأبعاض.

فالعين منا بعض من الوجه، والوجه بعض من الجسم، لكنها بالنسبة لله لا يجوز أن نقول: إنها بعض من الله، لأنه سبق أن هذا اللفظ لم يرد، وأنه يقتضي التجزئة في الخالق، وأن البعض أو الجزء هو الذي يجوز بقاء الكل بفقده، ويجوز أن يفقد، وصفات الله لا يجوز أن تفقد أبداً، بل هي باقية.

وقد دل الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله عينين اثنتين فقط، حين وصف الدجال وقال: "إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور" (١)، وفي لفظ: "أعور العين اليمنى" (٢).

وقد قال بعض الناس معنى (أعور)، أي: معيب، وليس من عور العين!!

وهذا لا شك أنه تحريف وتجاهل للفظ الصحيح الذي في


(١) رواه البخاري (٣٠٥٧) كتاب الجهاد/ باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، ومسلم (١٦٩) كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال, من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(٢) رواه البخاري (٧٤٠٧) كتاب التوحيد/ باب قوله تعالى "ولتصنع على عيني"، ومسلم (١٦٩) كتاب الإيمان/ باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال, من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>