* أما من بعدهم؛ فإننا لا نستطيع أن نقول: إن كل خليفة استخلفه الله على النَّاس؛ فهو أحق بالخلافة من غيره؛ لأنَّ من بعدهم ليسوا في خير القرون، بل حصل فيهم من الظلم والانحراف والفسوق ما استحقوا به أن يولى عليهم من ليس أحق بالخلافة منهم؛ كما قال الله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام: ١٢٩].
* وأعلم أن التَّرتيب في الأفضلية على ما سبق لا يعني أن من فضل غيره؛ فإنَّه يفضله في كل شيء، بل قد يكون للمفضول فضيلة لم يشاركه فيها أحد، وتميز أحد هؤلاء الأربعة أو غيرهم بميزة يفضل بها غيره لا يدل على الأفضلية المطلقة؛ فيجب التَّفريق بين الإطلاق والتقييد.
* * *
* قوله:"وَيُحِبُّونَ أهْلَ بَيْتِ رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَتَولَّوْنَهُم".
* أي: ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -؛ يحبونهم لأمرين: للإيمان، وللقرابة من رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، ولا يكرهونهم أبدًا.
ولكن لا يقولون كما قال الرافضة: كل من أحب أبا بكر وعمر؛ فقد أبغض عليًّا!! وعلى هذا؛ فلا يمكن أن نحب عليًّا حتَّى نبغض أبا بكر وعمر!! وكأن أبا بكر وعمر أعداء لعلي بن أبي طالب!! مع أنَّه قد تواتر النقل عن علي رضي الله عنه أنَّه كان يثني عليهما على المنبر.