نعترض على ربنا به؛ لأن هذا من تمام الرضى بالله ربًّا.
وأما باعتباره مفعولًا له؛ فهذا يسن الرضى به، ويجب الصبر عليه.
* فالمرض باعتبار كون الله قدره الوضى به واجب، وباعتبار المرض نفسه يسن الرضى به، وأما الصبر عليه؛ فهو واجب، والشكر عليه مستحب.
* ولهذا نقول: المصابون لهم تجاه المصائب أربعة مقامات: المقام الأول: السخط، والثاني: الصبر، والثالث: الرضى، والرابع: الشكر.
فأما السخط؛ فحرام، بل هو من كبائر الذنوب؛ مثل أن يلطم خده، أو ينتف شعره، أو يشق ثوبه، أو يقول: وا ثبوراه! أو يدعو على نفسه بالهلاك وغير ذلك مما يدل على السخط؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية"(١).
الثاني: الصبر: بأن يحبس نفسه قلبًا ولسانًا وجوارح عن التسخط؛ فهذا واجب.
الثالث: الرضى: والفرق بينه وبين الصبر: أن الصابر يتجرع المر، لكن لا يستطيع أن يتسخط؛ إلا أن هذا الشيء في نفسه
(١) رواه البخاري (١٢٩٨)، ومسلم (١٠٣)؛ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.